Sunday, March 11, 2007

ممنوع التدوين فى الاماكن العامة


Sunday, March 04, 2007

كابوس جميل



آلمته بشده تلك الخفقة العملاقة التى خفقها قلبه عندما ادرك انه استيقظ متأخرا جدا وانه لن يحضر امتحانه النهائى .. لقد رسب .. رسب فى وقت لا يحتمل اى رسوب
حتى بعد ان استيقظ وادرك اين هو حاليا وكم يبلغ من العمر الآن وان وقت الامتحانات قد ولى وراح منذ امد بعيد ظل محتفظا بمرارة اللحظة التى اورثته آلاما لم يعهدها قلبه من قبل
لم يستطع ابدا ان يعتاد كوابيس واحلام التأخير تلك .. مهما تقدم به العمر ...ومهما حاول الايثقل فى طعام العشاء لا يلبث ان يستيقظ من نومه مفزوعا غارقا فى عرقه مهما كان الجو باردا .
ولا تبخل عليه كوابيسه بالتنويع ابدا .. فتاره يحلم بأنه يستيقظ متأخرا جدا بعد ان يفوت الوقت ويفقد فرصته
وتارة اخرى يجد نفسه عاريا تماما فى مدرسته او فى مكان عمله بعد ان انتهى من مهامه ولا يستطيع العودة لمنزله بهذا الشكل المخزى
وفى ايام معينة تزداد جرعة الرعب فى كوابيسه لتحوى خيول عملاقة بعيون ميتة تطارده فى كل مكان .. او قطط شيطانية تتهافت على عضه مليون عضة وتبغى تمزيقه وانتزاع مقلتيه
او ان يستيقظ فجأة ليجد نفسه يتبع شخصا آخر يتقافز عبر اسطح بيوت ومنازل يعرفها جيدا و يذكر انها لم تكن بهذا الارتفاع ابدا ....
اما كابوسه المفضل الذى لايمل منه ويشتاق اليه اشتياق التعيس الى صداع اليوم التالى بعد ليلة خمر فكان حلم السقوط من اعلى .. اعلى درج .. اعلى شجرة .. اعلى مبنى
قرأ من قبل ان هذا الشعور هو احد مكتسبات الوجدان الجمعى ، ورثه عن جده الانسان الاول الذى كان يخاف السقوط من على الاشجار التى ينام على اغصانها العالية مخافة هجوم وحوش ذلك الزمان عليه اثناء نومه... لكن لم يعفيه ذلك التفسير ابدا من اجتياح هذا الكابوس بالذات لعالم احلامه واسقاطه من عليائه
حاول ان يحدد لهذا الكابوس على وجه الخصوص اية محفزات اوعادات يقترفها بدون وعى منه لعلها طقوس لاستدعاء ذلك الكابوس لينتظره على بوابة مملكة النوم فلم ينجح ... حاول ان يتذكر اللحظات السابقة لهذا النوع من الاحلام . اللحظات التى يعيشها قبل ان ينام .. هل هى لحظات سعيدة ام تعيسة لعلها الدافع او السبب.

لحظات سعيدة !!! هل يخادع نفسه ؟ لا توجد لحظات سعادة فى هذا الزمان
اجهد نفسه فى محاولة لتذكر آخر لحظة شعر فيها بسعادة حقيقية او اقرب زمن تجاور فيها اسمه مع كلمات من نوع "غبطة" و"حبور" فى اى جملة.. او آخر مرة ضحك فيها ملء اساريره واحتفظ بتوابع تلك الضحكة وهذا الشعور فى قلبه وجوانحه لاكثر من دقائق فلم يستطع .
اجهد نفسه كثيرا فى محاولة التذكرهذه حتى سقط نائما .. وفى ليلته تلك عاش كابوسه المفضل وطالت رحلة سقوطه التى لم تكن سريعة كما كانت فى الماضى ... لقد طالت جدا كما لو انه سقط من طائرة تحلق فوق سحاب السماء السابعة .... لقد رأى اشياء كثيرة لم يرها من قبل وتعاقبت عليه فى رحلته نهارات مضيئة وليال مظلمة وهو مستمر فى السقوط وكأنه يطير لاسفل .. رأى طيور غريبة واسماك جميلة .. سمع اصوات لم يتخيل انها موجودة ... سمع ملاحم اوركسترالية بآلات لم تخترع بعد .. رأى قمم جبال تشبه جبال اسكتلندا الخضراء التى احب صورها ..واحس بطعم الماء المالح عندما استمرت رحلة سقوطه فى مياه البحر .. لم تكن كوابيسه ملونة ومضيئة بهذا الشكل من قبل ابدا .. لم تصحبها موسيقى تصويرية سماوية كما حدث هذه المرة .. لم تكن رحلته طويلة بهذا الشكل ابدا ابدا
حتى عندما ارتطم بالقاع فى نهاية كابوسه لم يرتجف قلبه بين ضلوعه بشكل مؤلم كما اعتاد ان يفعل فى الماضى .
لقد انتهى الكابوس .. وليس له ان يستيقظ من نومه هذه المرة.
.
.
.
.
عندما وصلت الشرطة للمعاينة كانت اوراق الصحف التى تغطى جثته متشربه بدماء كثيرة .. حتى ان الطبيب الذى صاحبهم تعجب من كل هذه الدماء التى نتجت عن سقوطه من الطابق الثانى فقط