Tuesday, October 24, 2006

The missing piece


It was a circle
it was missing a piece.
And it was not happy.
So it set off in search
of its missing piece.
And as it rolled
it sang this song -
Oh I'm lookin' for my missin' piece
I'm lookin' for my missin' piece
Hi-dee-ho, here I go,
Lookin' for my missin' piece.
قصة اطفال قديمة كتبها الامريكى شيل سيلفرشتين وغنت بعض الامهات الغربيات اغنياتها كالالاباى لاطفالهن ..
تتحدث القصة عن دائرة صغيرة تفتقد جزء منها عبارة عن مثلث صغير يكمل حدودها الخارجية وحيث انها تشعر بالنقص جراء ذلك فقد انطلقت فى رحلة للبحث عن الجزء الناقص الذى يكملها .. ولكن لأنها ناقصة وغير كاملة الاستدارة فقد اخذت فى التدحرج على حافتها ببطء للبحث عمن يكملها وفى اثناء رحلتها البطيئة وجدت الفرصة للاستمتاع برائحة الزهور ومقابلة الحشرات الصغيرة الودودة المضيافة وديدان الارض الطيبة واجراء حوارات معهم بينما هم جميعا يستمتعون بضوء الشمس الجميل .. تسألهم ان كانوا قد رءوا ما يكملها ..جربت العديد من القطع الصغيرة علها تجد ما يناسبها دون جدوى .. حتى جاء اليوم الذى وجدت فيه المثلث الذى تبغيه ويكمل الجزء الناقص بها .. التحمت به فى سعادة بالغة واستطاعت ان تتدحرج وتتحرك بسرعة كبيرة وتقطع مسافات اطول فى اوقات قصيرة لكن فى نفس الوقت لا تجد الفرصة لتمتع عينيها برؤية شىء او سماع شىء بعد ان اصبحت مثالية السرعة وكاملة الاستدارة .. لم تستطع ان تظل على هذا الحال كثيرا بعد ان احست انها فقدت اشياء كثيرة لتكتسب شيئا واحدا .. فتركت المثلث الصغير على جانب الطريق وسارت مبتعدة.
قصة جميلةالمعنى ذكرتنى بحدوتة اعتادت امى ان تحكيها لى فى طفولتى عن تلك الفتاة الشابة الصغيرة محدودة العقل التى لاتعرف لها ابا او اما واعتادت الجلوس على باب الجامع تندب حظها وتغنى " آه يانى ياللى ماليش بخت يانى .. افلفل الرزة وازغط الوزة ياللى ماليش بخت يانى " فيقابلها المصلين بعد الانتهاء من الصلاة فى طريقهم للخروج من الجامع ويقترب منها احدهم -عم بطاوى- ليسألها " مالك يا شاطرة انتى تعبانة؟" فتجاوب بنفس العبارة والتى يبدو انها لا تملك غيرها " آه يانى ياللى ماليش بخت يانى ..افلفل الرزة وازغط الوزة ياللى ماليش بخت يانى " كناية عن مهارتها فى تنفيذ
كافة الاعمال لكن حظها المجدود يأبى منحها الفرصة . فيجيب الرجل قائلا .."لا حول الله يارب.. تعالى يا بنتى اتجوزك واكسب فيكى ثواب " وبالفعل يتزوجهاالرجل ويأخذها الى منزله .
ولما كان الرجل يعمل فرارجيا ويمتلك دكانا لبيع الطيور .. فقد كان يربى فى منزله بعض من طيور البط والاوز فى انتظار وصولهم للحجم والوزن المناسب للبيع ثم يأخذهم لدكانه ويعرضهم للبيع
وفى صباح اليوم التالى وقبل ذهاب الرجل مباشرة الى محله ليباشر عمله طلب من زوجته الجديدة ان تساعده بإطعام البط والوز و سقايتهم بعض الماء حتى يتمكن من بيعهم فى اقرب فرصة
لكن عند عودته من عمله فى المساء وجد فى انتظاره مفاجأة عظيمة .. لقد وجد كل طيور البط والوز ميتة وملقاة فى صحن المنزل بينما الزوجة تتناول طعامها فى هدوء شديد .. فسألها بانفعال عما حدث .. فأجابت الزوجة " شفت البط والوز اللى انت سايبهوملى عملوا فيا ايه ؟ دول طلعوا غدارين بصحيح .. بأه انا آخد الواحدة من دول أأكلها واشربها من هنا الاقيها رافعة راسها لفوق وبتدعى عليا !! .. يرضيك كده برضه ؟؟ نصحتهم مرة واتنين مفيش فايدة .. قلت يمكن لسه جعانين .. اكلتهم وشربتهم تانى وبرضه يرفعوا راسهم لفوق ويدعوا عليا !! قلت مبدهاش بأه ورحت قاصفة رقابيهم كلهم قبل ما ربنا يستجيب لدعاهم"
طبعا لم ينتظر الرجل سماع اى كلمات اخرى من الزوجة المخبولة و طردها شر طردة لتعود الفتاة مرة اخرى لنفس الجامع تبكى على بابه وتندب حظها بعباراتها المأثورة " آه يانى ياللى ماليش بخت يانى ..احمّر الوزة ..وأأكل المعزة .. ياللى مليش بخت يانى " لتتكرر القصة من جديد على نحو لا يمكن حدوثه الا فى حواديت أمى .. ولكنها تتزوج هذه المرة من تاجر معيز كان يحتفظ فى منزله بعنزة مسحورة تنتج لبنا ذو تأثير سحرى يمنح الشباب الدائم ويلغى تأثير الشيخوخة .. فكان الرجل يبيع من لبنها لطالبى الخلود مقابل اثمان خيالية وبالطبع كانت هذه العنزة مطمع الكثيرين .. فلما تزوج صاحبنا قرر ان يأتمن زوجته الجديدة على المعزة ويتركها فى حراستها حتى يتمكن من مغادرة المنزل والاهتمام بشؤونه الاخرى ..
وكما يقتضى قانون الحدوتة العتيد فلابد من ظهور رجل شرير يبتغى سرقة مالايخصه .. وهذا ما حدث فى اليوم التالى مباشرة اذ ذهب رجل لمنزل الزوج الجديد بعد ان خرج الزوج لعمله.. وقابل الزوجة بوجه باكى واخبرها بأنه موفد من قبل اهل المعزة لأن والد المعزة توفى ولابد من حضور المعزة لكى تتقبل العزاء فى والدها التيس فقيد التيوس .. وطبعا لكون الزوجة طيبة القلب فقد وافقت الزوجة على ذهاب المعزة مع الغريب ولم تكتفى بذلك بل البست المعزة كل الذهب الموجود بالمنزل حتى لايقال عن البيت التى ترعى فيه المعزة بأنه بيت فقير او ان اصحابه لايعرفون الواجب .. وطبعا طردها زوجها شر طردة بعد عودته للمنزل ومعرفته لما جرى .. وعلى هذا المنوال استمرت الحدوتة برجوع الفتاة لباب الجامع وزواجها برجال مختلفين آملة ان تلتقى بنصفها الثانى الذى يفهمها ويكملها ولكن بدون جدوى .. وتنتهى الحدوتة ولا نعرف مصير الفتاة ولا نراها على باب اى جامع .. هل وجدت من يكملها وسكنت اليه واكتملت سعادتها ؟ هل كفت عن البحث عمن يكملها ؟؟ وحاولت ان تستمر فى حياتها تاركة بغيتها حتى ترمى الاقدار به فى طريقها؟ الله اعلم .
لا اروم هنا ان اظهر الفارق بين الحدوتين او ان اوضح اوجه الشبه بينهم او حتى اقارن بين ادب الاطفال الامريكى وحواديت تراثنا الشعبى ... لقد كتبت ما جال بخاطرى

12 Comments:

Anonymous said...

تدوينة جميلة يا بلاسيبو

تعرف ان فعلا كلنا شاغل بالنا قوي الجزء اللي ناقصنا .. ومتخيلين دايما ان السعادة في اللي مش في ايدينا.. لمجرد انه مش في ايدينا... وده منسينا نستمتع باللي في ايدينا فعلا.. مع ان اللي مش في ايدينا ممكن قوي يكون فيه ابتلاءنا...

بس انا عاوزة اعرف البنت الهبلة دي حكايتها خلصت على ايه :d?

علاء السادس عشر said...

عزيزى ياسر
الطفل العربى المفترى عليه . طفلنا السعيد يبدأ حياته بسماع قصص الغول وأم رجل مسلوخة وعذاب جهنم ويتعامل مع أساليب تربية تربوية تبدأ بالشتائم والتجريح مرورا بالسخرية واللامبالة وتصل أحياناً للضرب والتعذيب .طفلنا العربى يعانى من التشوه النفسى والجسدى وبعد كل ذلك يلقى عليه اللوم بأنه جيل سصحى فاسد أو متطرف.
أدب الطفل هو أدب المستقبل ,من خلاله تستطيع أن تحكم على مستقبل الأمة.
وضعت يدك على عصب هام وحيوى فى هذه التدوينة
تحياتى

Malek said...

ايه الجمال ده يا ايماتيور
ده انت محصلتش يا راجل
القصة اللي كانت بتحكيها الست الوالدة اطال الله بقاءها
اسمها النص المجنون زيها زي اغاني مثل يا طالع الشجرة ودوبل يا دوبل
وقصص جحا الغرائبية
وشخصية الزوجة الحمقاء نموذج متكرر في كل الفلكلور و القصص الشعبي
وطريقة السرد او الناراتولوجي
تتميز بالتكرار اللولبي
يعني الحدوتة بتكرر نفسها في اسلوب تصاعدي
الحاجات دي عبارة عن مخزن ضخم لما يسميه عمنا كارل جوستاف يونج اللاشعور الجمعي
وبيسمها في علم النفس التحليلي اليونجي
الانماط الاولية يا جميل
يعني النموذج البدئي الذي تقام عليه كافة النماذج وكأنه حروف للغة خاصة جدا قوامها الصور ونجد تقارب بين هذه النماذج الاولية و اللغات التصويرية او التي تحتوي على بيكتوجرام اي صور معبرة وليس فونيم اي دال صوتي يعطي مدلولا معنويا

مش عايز اطول عليك في الموضوع ده يا ايماتيور
لكن صورة الزوجة الحمقاء التي ترى العالم مسؤولا عن بلاويها
تلاقيها مثلا في ادوار ماري منيب النمطية وان كانت ترفع الى الحماة عادة او في دور كانت تلعبه دائماالمرحومة عقيلة راتب في التلفزيون في مسلسل عادات وتقاليد
او دور تخصصت فيه الفنانة القديرة ملك الجمل في الاذاعة وهو خالتي بمبة
النموذج الاولي ده هو القصة اللي حضرتك حكيتها لنا
المقارنة بين الابداع الشعبي القادم من المخيلة الجمعية او اللاشعور الجمعي للامة وللانسانية وبين الابداع الفردي القادم من تجارب خاصة وفردانية وفي اطار حالة تاريخية (مجتمع مابعد حداثي فرداني استهلاكي)متفردة و جغرافيا فريدة(العزلة الشديدة للمجتمع الامريكي والتي تأسست على المساحات الشاسعة للولايات المتحدة والموارد الطبيعية الثرية لقارة باكملها) هي مقارنة جميلة وتمسك بمفاصل الموضوع في ذكاء كعادتك
وربما تذكرنا بتدوينة نوح السالفة والتي ارى انها تعبر كثيرا عن رؤية خاصة بيك وكأن نوح الذي يصور نفسه هو ايماتيور الذي يضع لنا صورا عن نفسه بالقلم وليس بالكاميرا
بس هو شاطر و واثق من روحه وسريع
وانت كسلان يا جميل

دمت لنا يا ايماتيور يا جميل
اسامة القفاش

u3m said...

اسلامى
حمدلله على السلامة .. اخيرا ظهرت !!
انا قلت تلاقيكى رحتى ورا الشمس بعد اللى عمله الدكتور عماد لما كتب على يافطة مقر حركة ليلى "الفرع النسائى لحركة كفاية" .. بس كويس انهم افرجوا عنك بدرى عشان تلحقى تعيدى ..
اما بخصوص حكاية البنت "الهبلة" اللى عاوزة تعرفى آخرها .. فهى اتجوزت الواحد ورا التانى وتوالت الاحداث فى كريشندو الحماقة اياه لحد ما اختفت !! يعنى دى حدوتة من نوع الاوبن اند .. وانا الصراحة احب اوى النهايات المفتوحة دى لانها بتحترم عقليتى ومتاخدنيش فى دوكة

u3m said...

دكتور علاء
منور المدونة والله ..
حضرتك لو نزلت مصر دلوقتى هتعجب من اللى ممكن تشوفه . حيث ان الكبار حاليا وليس الصغار بيتكلموا عن "الغولة" وهى وحش غامض تم توظيفه دراميا فى احدى مسلسلات رمضان .. حاول تقعد على قهوة كده او اركب الترام وشوف حلقات النقاش المنعقدة خصيصا لمناقشة موضوع الغولة .. وهل هى فعلا انثى اسد كما خمن البعض ام هى فعلا غولة ؟؟؟
اعتقد ده ممكن يجاوب على تساؤلك بخصوص مستقبل الامة.
اسعدنى مرورك بجد يا دكتور

u3m said...

دكتور اسامة
ضيف المدونة الدائم وبعبع المدونين النمطيين امثالى.
يا دكتور باكرر كلامى .. خد راحتك خااالص فى الاطالة لإننا بنتعلم من كلامك والله.
بس انا خايف فى مرة اكتب تدوينة وتيجى حضرتك تحلل الكلام ونفسية كاتبه - اللى هو انا- وتكشف انى كنت كاتب الكلام ده اثناء ما كنت لابس البيجامة الزرقاء وتناولت على الغداء نص فرخة مشوية !!
دكتور اسامة يشرفنى دائما تعقيب سيادتكم على ما اكتب :o)

طبيب نفسي said...

عزيزي إيماتيور

لابد أن أسجل إعجابي بماتكتب أولا .. وشكري لأسامة ثانيا للفت نظري لكتابتك المتميزة.
طبعا أسامة أفاض وأزاد في تحليل النص المجنون وتداعيات الرمز وهو كما تعلم يركز علي أن الانسان حيوان رمزي يمتلك أطر الانعكاس الرمزي بين جهاز الاستقبال وجهاز التأثير... لذلك يعيش الانسان في البعد الرمزي متجاوزا العالم المادي.

شكرا للكتابة السكندرية الجميلة.

karakib said...

حلوه قصه الدائره اوي
انتوك

u3m said...

دكتور وليد
سعدت بمرورك وإطرائك لمدونتى المتواضعة
شكرا لك وشكرا للدكتور اسامة فتعليقاتكم وتحليلاتكم تثرى المدونة كثيرا
بالمناسبة ..هل لك ان تدلنى على موقع استطيع منه انزال نسخة من طواسين الحلاج ؟؟ وعلى كم طاسين تقريبا يحتوى الكتاب ؟؟

u3m said...

انت اللى حلو يا انتوك :o)
شكرا لمرورك

monasosh said...

ايه الحلاوة ديه!!! اتشكحت انا اوى

u3m said...

Ma3t
شكرا لمرورك
وشكرا لانشكاحك
:o)