Monday, October 09, 2006

كلنا ليلى


كلنا ليلى



كثر الكلام منذ فترة عن حركة التضامن الانثوى والمسماة "كلنا ليلى" والتى اختلف تعريفها على لسان العديدات من مؤسِسات هذه الحركة - ان جاز التعبير - كما هاجم البعض - من الذكور - او سخرمن تلك العصبة فور اعلانها تحت دعوى انها حركة انفصالية راديكالية قد تهدد امن المدونات الذى يعلن دائما بأنه لافرق بين ذكر او انثى الا بالموهبة وحسن البيان ... على حين تلقى المجتمع الانثوى و بعض مؤسِسات الحركة تصريحات رد الفعل تلك بتعجب واندهاش من احساس المجتمع الذكورى بالتهديد لأنهم كتبوا وبوضوح فى البيان التمهيدى لهم بأن حركة كلنا ليلى" مع الإناث و لكنها ليست -و لن تكون- بأي حال ضد الرجل ."
وقد قُتل الموضوع بحثا ومناقشة فى معظم المدونات بعد ان اصطبغ بصبغة شوفونية احيانا وحيادية احيانا اخرى وساخرة فى اغلب الاحايين إلا اننى خلُصت من تلك الحوارات بأننا لا زلنا نعانى وبشدة من مشكلة التعميم ، وانا لا اتحدث عن الرجال فقط بل والاناث ايضا .. فكم ليلى من تلك الليالى ستكون نوال السعداوى وهى ليلى مشكوك فى قواها العقلية وكم منهم ستكون نهى الزينى وهى ليلى يحترمها الذكور قبل الاناث ؟
اما عن نفسى فأنا اعتبر بعض اناث المدونات اصدقاء لى ولكنهم يحملون كروموسوم ×× لذلك لا استطيع دعوتهم لفنجان من القهوة فى احدى الكافيتريات او تهشيم رؤوسهن لو اختلفنا فى الرأى كما افعل مع اصدقائى الاخرين اعضاء نادى الاكس واى ، لذلك تجدوننى ضد هذا التصنيف العنصرى العجيب !! والذى نسى متبنييه من المدونين انه فى عالم المدونات السيبراتى تنتفى عوامل كثيرة كائنة وموجودة فى عالم الواقع فقط والتى قد احترمها كمبررات يسوقها مدون ذكر ركب العربة الوسطى بالترام عن سهو ونسى انها مخصصة للنساء فقط.
اما الشق الثانى لتعجبى هو اللفظة نفسها .. فكلمة "ليلى" ولااقصد بها اسم الشخصية التى قامت ببطولتها فاتن حمامة فى فيلم الباب المفتوح طبعا .. وانما اقصد اللفظة نفسها من الناحية الفونوتيكية ..وهو شق يجب ان يراعى دائما عند اختيار اسم ذو دلالة ويرمز لمجموعة تنادى بفكر جديد ... فكلمة ليلى المنطوقة قد تُسمع على انها "ليـلة"... تلك اللفظة التى غنى لها محمد عبده اغنيته الشهيرة والتى قام فريق الفتيات الالمانى المغمور "الدوللى دوتس" بسرقة عنوان الاغنية وجزء من اللحن بعد ان حوروا الكلمة لتصبح "ليلى" بدلا من "ليلة" .. ولفظة ليلة هى ما اعنيها بكلامى .. فما معنى ليلة ؟ والام ترمز ؟ وهى لفظة فردية تفتقد روح الجماعة ولا تدلل حتى على الاستمرارية .. بل هى ليلة واحدة وينتهى الامر "ليلة وتعدى" وتوحى ايضا بعشرات المعانى التى لا احبذ التطرق اليها الآن " احنا جايين نهدى النفوس" اما الاسم الذى قصدنه - ليلى - و كما كتبنه فى شعارهم فمعناه فى المعجم غريب ويثير فى النفس اسئلة اخرى لا اجرؤ على طرحها .. فكلمة ليلى تعنى نشوة السكْر وفى اقاويل اخرى تعنى الخمر والعياذ بالله !



12 Comments:

Ossama said...

حلو قوي التحليل يا جميل وخاصة لصوتيات الاسم ولعلك تتذكر معي
القصيدة البديعة للحصري القيرواني
التي يقول مطلعها يا ليل الصب متى غده
اقيام الساعة موعده؟؟؟
وهنا التلاعب بين معنى لفظ
ليل من حيث انه الليل كماتفضلت او من حيث انه ترخيم لاسم ليلى المحبوبة

مش عارف مسألة التعصب الجنسي دي صعبة في نظري شوية
بتفكرني ببرنامج بكرهه اسمه مين اشطر الولاد ولا البنات
ايه الخيابة دي؟؟ احنا ناقصين تمييز؟؟؟
احيانا بحس بان الناس من كتر ماهي مش عايزة لاتبني ولا تكلم في قضايا
بجد وما اكثرها فهي زي الهم ع القلب بتعيش في قضايا متوهمة يعني بالبلدي كده بتعيش في الوهم
ده ميمنعش ان في تدوينات كتير في الموضوع ده كانت جميلة واثارت في ذاتها قضايا هامة بالنسبة لي على الاقل
لكن ده حصل لانها كانت ذاتية جدا وبتتكلم بجد عن مشاكل شخصية وبالتالي وصلت لي
وحسيتهاقوي
عن نفسي انا محستش خالص كل التدوينات الحنجوري اللي عايزة تنظر للموضوع
تحياتي يا جميل
وآسف للتطويل

u3m said...

اعتقد دى مشكلة متأصلة فينا يا دكتور .. احنا كشرقيين قبليين وعصبيين بطبعنا .. بنحب نتنتمى لشىء ثم نتعصب له .. ايا كان هذا الشىء .. وطن . جنس .. لون .. فريق كورة .. او حتى لون موسيقى .. التعصب الاعمى ده تراث يا دكتور .. لنا الله

Malek said...

لا يا ايماتيور التعصب ليس قدرا ولا جينات وراثية
هو جزء من خطاب انتحاري سائد يلبس اقنعة متعددة من ضمن هذه الاقنعة القناع الثوري والذي ينادي بالحرية
يعتقد البعض ان فكرة الحرية والتحرر تعني اساسا الانفلات والفوضى
والفوضى ليست حرية على الاطلاق
والدعوة الى الحق لا تكون ابدا عبر طريق الباطل فالغاية لا تبرر الوسيلة
المشكلة في تقديري مرة اخرى هي التعميم المخل و الموضوعات الكبيرة
لماذا لا نتخذ قضيتنا من
موضوع شخصي محدد؟؟
وهل في تصورك ان مشكلة المرأة المصرية واحدة على اختلاف الوان النساء و تنوع ظروفهم و تعدد الكيفيات التي يتعاملن بها مع المجتمع ومع بعضهن البعض ومع الرجال؟؟
وحتى التعميم على مستوى طبقي واحد او بيئة اجتماعية معينة ليس صحيحا في هذه القضية هو نوع من التسطيح السخيف
انا على سبيل المثال وهنا لا اعمم
اعرف قريتين متجاورتين في محافظة مصرية
احدهما المرأة فيها هي الكل في الكل و الاخرى المرأة فيها مسلوبة الحق و الرجل يأكل ميراثها و مالها بدعوة عدم التفريط في ارض العائلة للغريب
والفقريتين لا تبعدان عن بعضهما البعض كيلومترات قليلة!!هل فهمتني؟؟

ولو تمعنت النظر فيمن حولك من النساء ستجد كل حالة مختلفة و المشكلة مرة اخرى هي التنظير التعميمي هذا الذي يود اختلاق قضايا من فراغ
مودتي يا ايماتيور

Anonymous said...

السلام عليكم
و الله دعوات تحرير المرأة اليومين دول زادت عن حدها بشكل مريب للغايه و كأن المرأة تريد أشياء و أشياء و
أشياء لعلها تريد القوامه يوماً
لست أدرى أنتجاوب مع تلك التيارات الفكريه أم نتجاهلها .. أم أن الإسلام لم يكفل للمرأة حقوقها و كفايه و زياده من جديد لا تعليق عندى .. اليوم تناطح المرأة الرجل فى كل شئ و سواء كانت ليلى أو أم الخير فسيان الأمر

يلاسيبو تحفة تناولك للموضوع

u3m said...

دكتور اسامة
قرأت لك فى مدونتك ومدونة العدالة للجميع لابن عبدالعزيز عن الخطاب الانتحارى ولكننى "غفلت" عن الربط بينه وبين احداث وتوابع حركة "كلنا ليلى" .. ..لكننا على الاقل متفقين على ان التنظير التعميمى هو المسبب الاساسى .
ردك اضاف بعدا جديدا للموضوع يا دكتورنا :o)

u3m said...

وعليكم السلام يا دكتور عماد
منورنا بجد .. ان معرفتش ان عندك مدونة الا دلوقتى !!
بخصوص موضوع حركة كلنا ليلي .. كلامك مظبوط بس تقدر تقوله فى قهوة كتكوت اللى اغلبها "ليالى" ؟
دا انا كتبت الكلمتين دول من هنا و"اسلامى" بطلت تيجى المدونة من هنا !!

Malek said...

يا ايماتيور يا جميل
الخطاب شيء لا شعوري وفكرة ادراكه والوعي به هي الفكرة المبنية عليها مدونتي ا ي ادراك الخطابات الكامنة في نصوص عادية
وادراك الحطابات المتخفية خلف اقنعة متعددة
بمعنى ان الغاء التعتيم الحادث من او الناجم عن تشويش ضوئي او صوتي يمثل خلفية الخطاب هو الدور الممكن ان يلعبه ما اعتقد انه الخطوة الاولى في طرح خطاب بنائي تأسيسي و هو ما نفتقد اليه على المستوى الاعم حيث ان الخطاب السائد في الاوساط الثقافية المصرية والعربية هو هذا الخطاب الانتحاري الهدمي
و هو ماستجده في اغلب المدونات ايضا
ولكن ستجد ان هناك مدونات كثيرة من بينها مدونتك تعبر عن خطاب جديد
خطاب لا يأخذ الامور على ماهي عليه ويحاول النظر في القضية المطروحة من زوايا جديدة مثلما تفضلت انت وطرحت اكثر من مرة وحتى من خلال قصص الطفولة
مثل القصتين الجميلتين السابقتين او من خلال الاحداث اليومية المعاشة مثل قصة الساعة

هذه الرؤية الجديدة المتأنية التفكيكية بمعنى التي تحاول تفكيك اي قضية لرؤية عناصرها والتعامل معها بروية نجدها في تعاملك مع قضية انا ليلى
على العكس مثلا من رؤية انا ليلى العمومية التعميمية التي تخفي الكثير من المشاكل و التي تمثل قناعا لخطاب انتحاري تصادمي
وتخلق نقيضها الجدلي في شكل خطاب رفض المرأة المتسربل بعباءات ذكورية او دينية او ما الى ذلك
بمعنى ان الخطابين هما في جوهرهما واحد وهو الخطاب الانتحاري الذي اشرت اليه

آسف للتطويل يا جميل وللجوء الى المستوى التجريدي النظري
خالص تحياتي
اسامة

Anonymous said...

السلام عليكم يا بلاسيبو

إيه بس خلاك تعترض على كلام إسلامى يا عم إنت

إنت مستغنى عن روحك و لا إيه

ما دام ليلى تبع إسلامى يبقى كلنا ليلى
ما حدش مستغنى عن عمره يا راجل

بس على كل حال هى العلاقه بين الرجل و المرأة هتفضل متوتره لأبد الأبدين بس لى تعليق على كدا أنا أقبل أن أجد دعاوى للتحرير من غير الإسلاميين و لكن لا أقبل أن يقول الإسلاميين أن المرأه تحتاج مزيدا من الحريات أو دياولو و هما دول اللى بيقلقونى أكثر

ربنا يجعل كلامنا خفيف على أختك إسلامى

u3m said...

اسعد كثيرا بردودك الطويلة يا دكتور اسامة .. حقيقى I'm flattered

u3m said...

دكتور عماد .. هى ليلى تبع اسلامى .. ولا اسلامى اللى تبع ليلى ؟؟

bluerose said...

"فما معنى ليلة ؟ والام ترمز ؟ وهى لفظة فردية تفتقد روح الجماعة ولا تدلل حتى على الاستمرارية .. بل هى ليلة واحدة وينتهى الامر "ليلة وتعدى" "

هي كدا فعلا يافندم
هو كان اسمه يوم ليلى و ليس حركة كلنا ليلى

لم يكن في الأمر حركة منظمة ولا حتى توجه واحد , من كتبن كن يحملن أفكار مختلفة تماما , و كل منهن عبرت فقط عن نفسها, و أتفق مع مالك أن مشاكل المرأة المصرية ليست واحدة

عجبتني تدوينة طيارة ورق أن آدم لا يسمع , ماكانتش مبهرة أول ما قرأتها بقدر ما فهمتها تماما هعندما أقرأ التعليقات على اليوم

آدم فعلا لا يسمع , يجري يكتب عن اليوم دون أن يقرأ

على فكرة اسلامي لم تشترك في اليوم , أخبرتها عنه قبله لكنها اعتذرت عن الاشتراك

مش قلت لك آدم لا يسمع :)

u3m said...

عودا حميدا يا دكتورة
بلاش حكاية ان آدم لايسمع دى ..لحسن هيبقى الرد الطبيعى بتاعها " هو انتم بتبطلوا كلام عشان نلحق نسمع " :o)
انا فى رأيى ان وصم آدم بأنه لايسمع برضه فيه تعميم جائر .. هو اى نعم ممكن تلاقى آدم او اتنين قرءوا اول سطرين تلاتة فى افتتاحية الموقع وبعد كده سرحوا فى البوست اللى هيردوا بيه على ليلى ولما اكتمل سيناريو الرد فى دماغهم كانت عينيهم وصلت لآخر الافتتاحية وخلصوا قراءتها لكن لم يستوعبوا الا اول سطرين ..واعتقد برضه لو واحد قرر عمل حركة/يوم باسم كلنا عبدالعال .. هتلاقى ردود كتير متعجلة من ليلى يظهر بوضوح فيها ان ليلى لا تقرأ لا تسمع لا ترى ولكن تتكلم . بس طبعا مش كل الليالى زى بعضها .. ومش كلنا هذا الرجل.
اما بخصوص الحاجة اسلامى فاعتذارها عن حاجة زى كده شىء مريب !! لأنه يتنافى تماما مع البروفيل النفسى اللى عاملهولها ..عموما هنضطر نستنى لما ترجع لانى سمعت انها بتعمل عمرة فى الجبل الاصفر.
اسعدنى مرورك يا دكتورة :o)