جاءت جلستهما فى منطقة هادئة تحوطها اعشاب طويلة ابعدتهم عن مجال رؤية المتطفلين وبعد بضعة عبارات قليلة من الغزل صبها فى اذنيها ابتسمت له هى تلك الابتسامة التى يعشقها وانتابتهم تلك اللحظة التى تمر بنا احيانا فنتمنى ان تدوم للابد .. لحظة رضا عن النفس وعن الوجود وعن كل شىء .. خلاصة السعادة كما كان يجب لها ان تكون.
عندما اطال النظر اليها واقتحمها بعينيه بادلته النظر كالمسحورة حتى لمحت تلك النظرة تلوح فى عينيه وحانت تلك اللحظة التى تسبق فعلا متهورا . لحظة اللاعودة .. انتزعت نفسها بالكاد وتنحنحت ثم سألته ان كان قرأ آخر ما كتبه "يسرى" !!
عندما اطال النظر اليها واقتحمها بعينيه بادلته النظر كالمسحورة حتى لمحت تلك النظرة تلوح فى عينيه وحانت تلك اللحظة التى تسبق فعلا متهورا . لحظة اللاعودة .. انتزعت نفسها بالكاد وتنحنحت ثم سألته ان كان قرأ آخر ما كتبه "يسرى" !!
فى واقع الامر هى لم تكن مهتمة بما يقرأ او يفعل - على الاقل الآن- ولكنها ارادت ان تصرف ذهنه عما كان ينتويه .. ويبدو انها نجحت فى ذلك فعلا
فقد بدت خيبة الامل واضحة على ملامح وجهه عندما سمع عبارتها الاخيرة والتى كانت بمثابة الـ anti climax التى جذبته هى اليها عن عمد حتى وقعا فيها
فقد بدت خيبة الامل واضحة على ملامح وجهه عندما سمع عبارتها الاخيرة والتى كانت بمثابة الـ anti climax التى جذبته هى اليها عن عمد حتى وقعا فيها
فتح فمه ليتكلم .. ولكنه لم يقل شيئا .. لم تكن شفتيه مستعدة ابدا لذلك النوع من النشاط فى تلك اللحظة .. بل كانت تمنى نفسها بشىء آخر مختلف تماما عن الكلام والحديث .. لذلك كان الصمت هو ما نطق به اول الامر .. فتنحنح هو الآخر ليستعيد القدرة على الكلام المسموع مرة اخرى ..
بينما ابتسمت هى فى حرج وايقنت انها قد امتلكت زمام الامور وقامت بالدور الذى تتقنه اى انثى وتعتبره واجبا مقدسا
وفى وجوم اجاب سؤالها قائلا
"قام يسرى بكتابة بعض الخواطر ثم محاها قبل ان يكملها وكرر هذه الفعلة عدة مرات فى الايام القليلة الماضية ..
وفى وجوم اجاب سؤالها قائلا
"قام يسرى بكتابة بعض الخواطر ثم محاها قبل ان يكملها وكرر هذه الفعلة عدة مرات فى الايام القليلة الماضية ..
اعتقد ان ذهنه مشغول بحدث ما .. او ربما يعانى من هذا الشىء الذى يسمونه Writers Block"
اجابته بأن يسرى ليس بكاتب اصلا كى يصاب بالـ رايترز بلوك ، هو مجرد هاوى لا دراية له بفنيات الكتابة وما ينشره ليس سوى حكايات سردية مسلية بعض الشىء ولكنها لاترقى لان تسمى بكتابات .. هو موهوم لا موهوب .. ولكن لا احد ينكر ان ما يكتبه مسلِ ٍ
نظر لها مطولا ولسان حاله يقول " لايعنينى هذا فى شىء فليذهب يسرى بكتاباته الى الجحيم !! " .. وحاول ان يعيد اتصاله بها بتلك النظرة المترجية التى تعرفها
لانت قليلا واحست بالحنين يتسرب اليها مرة اخرى عندما غمر المكان ضوء خفيف شاعرى مصحوبا برائحة طيبة مصدره بضعة شمعات معطرة فى الغالب ، كما علا صوت الموسيقى الحالمة .. انها تلك الطقوس التى يعتقد "يسرى" انه تساعده على الكتابة .. اصبح الجو اكثر شاعرية مما كان وكأن الاقدار تباركهم وتدعوهم لاستكمال ما بدأوه
لانت قليلا واحست بالحنين يتسرب اليها مرة اخرى عندما غمر المكان ضوء خفيف شاعرى مصحوبا برائحة طيبة مصدره بضعة شمعات معطرة فى الغالب ، كما علا صوت الموسيقى الحالمة .. انها تلك الطقوس التى يعتقد "يسرى" انه تساعده على الكتابة .. اصبح الجو اكثر شاعرية مما كان وكأن الاقدار تباركهم وتدعوهم لاستكمال ما بدأوه
اقتربت منه هى هذه المرة وقبل ان تلمسه اظلمت الدنيا فجأة وارتجت الارض من تحتهم كما علا ذلك الصوت الصارخ الذى يصم الآذان .. ثم انتزعتهم قوة عاتية من اماكنهم لتطوحهم لمكان مجهول .
ثم عاد الهدوء يلف المكان من جديد بعد ان اختفوا تماما ولم يُعثر لهم على اثر بعد ذلك !!!
ثم عاد الهدوء يلف المكان من جديد بعد ان اختفوا تماما ولم يُعثر لهم على اثر بعد ذلك !!!
لقد كان هذا كله اجمل من يكون حقيقه .. وان كانوا صرعى الآن فليس للهوى يـد فى ذلك بالتأكيد.
ارخى يسرى يـده بعد ان حك رأسه "وهرش" مقدمتها بعنف كما لو ان هذا الفعل من شأنه ان يساعد على تدفق الافكار أو هبوط الوحى .. ثم ابتسم فى رضا عندما تدفقت اخيرا بعض العبارات فى عقله فأخذ يكتب تلك السطور ..
ارخى يسرى يـده بعد ان حك رأسه "وهرش" مقدمتها بعنف كما لو ان هذا الفعل من شأنه ان يساعد على تدفق الافكار أو هبوط الوحى .. ثم ابتسم فى رضا عندما تدفقت اخيرا بعض العبارات فى عقله فأخذ يكتب تلك السطور ..
جاءت جلستهما فى منطقة هادئة تحوطها اعشاب طويلة ابعدتهم عن مجال رؤية المتطفلين وبعد بضعة عبارات قليلة من الغزل صبها فى اذنيها ابتسمت له هى تلك الابتسامة التى يعشقها وانتابتهم تلك اللحظة التى تمر بنا احيانا فنتمنى ان تدوم للابد ..................
21 Comments:
دي مش معقولة تحفة بورخسية النزعة بدرجة مذهلة
دكتورنا الكبير د.اسامة
الحمدلله ان التدوينة دى عجبتك .. انا بأفرح لما حضرتك تفتتح التعليقات على اى موضوع عندى وبالذات لو كان التعقيب بكلام مشجع زى ده ..
على فكرة العيد خلص اهوه ولسه مفيش جديد فى الثلاث مدونات
:)
في أول زياره
بجد عجبتني
miramar
شكرا ميرامار ... وان شاء الله متكونش آخر زيارة
رائع جدا المجد للكاتب
شكرا شهرزاد .. الله يكرمك ياستى
بس مش اوى كده يعنى لحسن اتغرّ
انا طبعا بقدر سيادتك جدا
بس انا اقصد المعنى اللى ورا القصه الكاتب بيموت وبيحيى ابطاله
تحياتى
:o(
:o)
وصلت يافندم
يا أخي، حين يكتب شخص قاريء وفاهم تظهر لمساته على النص فوراً.. وبين السطور وعي كبير بتقنية الكتابة وأساليب التجريب
وبما أنني جئت هنا متأخراً بعد سلسلة من المدونين الأفاضل وفي مقدمتهم صديقنا الموسوعي د. أسامة، فليس أمامي سوى أن أقول لك إنني أصبحت قادراً على تمييز نصوصك بسهولة كبيرة
العزيز د.ياسر
فى احدى الاجتماعات القليلة التى كنت احضرها فى عملى القديم غاب مدير ادارة الارشيف والذى كان يكلف دائما بكتابة محاضر الاجتماعات .. ولما كنت اصغر الحضور سنا آنذاك تم توريطى وتكليفى بكتابة محضر الاجتماع رغم ان طبيعة عملى تقنية بحتة وان اصطبغت احيانا بصبغة محاسبية نتيجة بعض الاحصاءات والتقارير المالية التى اقدمها لمديرى الاقسام المختلفة بإستخدام برمجيات معينة .. وبعد ان انتهى الاجتماع الدورى والذى تصادف ايضا ان رئيس مجلس الادارة تخلف عن حضوره لسفره للقاهرة ، قمت بكتابة المحضر وتنقيحه "وتأييفه" ثم طبعته بإستخدام الحاسب وتم ارساله بالفاكس لرئيس الشركة
وبعد حوالى الساعة اتصل بى رئيس الشركة تليفونيا وسألنى ان كنت انا من قام بكتابة محضر الاجتماع فأجبته بأنه نعم وسألته ان كان هناك اى نقطة غير واضحة فرد قائلا .. انه كان متأكد من اننى الشخص الذى قام بكتابة المحضر وذلك لتشابه الاسلوب والصياغة بتقرير سابق قدمته له منذ عدة اسابيع.
ثم اضاف اننى نجحت فى جعله يتخيل تعبيرات وجوه رؤساء الادارات المختلفة اثناء تعليقاتهم فى الاجتماع ومحاولتهم نفى التقصير عن اداراتهم والصاقه بالادارات الاخرى .
ثم اضاف انه استمتع بقراءة المحضر الذى كتبته فى تسع صفحات تقريبا برغم انه كان الممكن تلخيصه فى صفحتان فقط .. ثم انهى مكالمته بأنه ليس لديه الوقت لقراءة صفحات طويلة لمحاضر اجتماعات دورية .. ولذلك يجب ان اتنحى عن كتابة اى محاضر مستقبلية وترك هذه المهمة لمحترفيها !!!
كانت المكالمة تماثل تلك الطرفة التى تقول " المعلم مبسوط منك اوى وبيقولك متجيش الشغل بكره"
ومن ذلك نرى ان الاسلوب المميز - جيدا كان ام سيئا- قد يضر بصاحبه
ولذلك اعدك ان احاول ان انوع اسلوبى بحيث لا تستطيع تمييزه بسهولة كبيرة فى المستقبل
:o)
دمت بخير سيدى الفاضل
:)
هذا هو وجهى ! بس خسارة مافيش وجوه معبرة .. تخيل وجه واحد مبسوووووووووط ان هذه المرة ما (صاده) الكاتب , كما يفعل مثل كل مرة !
:))
قصة المكالمة دي في حد ذاتها حدوتة
اسمح لي اقول لك يا يسري ومن غير زعل
بلاش تخريف
تنوع ايه يا عم هي كورة؟؟
الاسلوب المميز ده زي بصمة الشبكية اللي بتشوفها في الافلام الامريكاني
ما يتكررش
ومينفعش
الراجل عنده حق طبعا يقولك تبطل كتابة تقارير وحاضر وان كنت اشك ان سعادتك بشر خفي من ناحية ماقبل الشعور كتبتها عشان تعاقب اللي حبوا يزحلقوا شغلهم عليك وكمان
اديك بتتمرن يا سيدي
على فكرة انت لازم تنشر
انت من احسن كتاب القصة القصيرة في مصر على الاقل
و متعمليش فيها عبده جروعة وتتواضع تواضع سخيف ومزيف ولا حسنين كربتلو وتقلل من قدر نفسك
بص على مالك و ابو يحيى و اسامة غيرت يا سيدي في اسبوع كويس كده؟؟
د.ايمان
يارب تفضلى مبسوطة علطول جوه المدونة او براها
على فكرة دلوقتى كل ما احب انتعش كده باروح مدونتك واقعد تحت شجرة الليمون الجديدة اياها
:o)
منورة يادكتورة
دكتورنا الكبير
مين عبده جروعة و حسنين كربتلو ؟؟ دول مدونين زيى برضه؟
:o)
بدون تواضع .. تقديرك لما اكتبه هو بالفعل شهادة كبيرة اعتز وافتخر بها كثيرا
انا القيت نظرة سريعة على المدونات الثلاثة ولم استطع قراءة جديدهم بتمعن نظرا "لعفرتة" الوقت عندنا هنا فى مصر وكذلك لتطبيقهم نظام جديد لدينا فى العمل بكلية الهندسة بإستخدام نظرية "لف وارجع تانى" مما ادى لمضاعفة وقت العمل بدون اى انجاز حقيقى !!
وربنا يخليلنا الدكتور "*****" رئيس الجامعة اللى اول ما مسك رئاسة الجامعة كانت اول قرارته هو نقل كليات الجامعة بأسرها لمنطقة ابيس !!
وعاشت الاسكندرية حرة مستقلة
علاء باشا السادس عشر
وصلنى تعليقك ولم انشره حفاظا على خصوصية بياناتك البريدية الالكترونية .. خصوصا انى عارف ان الجستابو والاستازى والـ
Bundesnachrichtendienst
والجيش الاحمر وحرب اطاليا والإم آى خمسة والإم آى 6 والسى آى آيه وكذلك اذكى جهاز مخابرات فى العالم
بتاع محطة المطار السرى بيحاولوا الوصول اليك
سررت ان الحيرة الناتجة عن قراءة التدوينة الاخيرة كانت من النوع الايجابى
انتظر منى رسالة على الايميل
Ich wünsche Sie eine sichere Reise
عزيزى يسرى
أنت نسيت ال 4كاتس والجيتس والبونى أم والغرفة التجارية كلها جهات تسعى لفض النقاب (بلاش نقاب دى) أعنى تسعى للوصول لى، علاوة طبعاً على أسراب المعجبين الذين سينتظرونى فى المطار.
منتظر مايلك
وإلى لقاء قريب
علاء
أتفق مع د. أسامة الى أبعد حد فى أن أسلوب الكاتب هو بصمته المميزة اللى لازم يكون الماركة المميزة للكاتب و إن كان التغيير مطلوب كل فترة لتجديد الدم لكن اللى أختلف معاك انت شخصيا فيه هو الحوار اللى جرى بيننا قبل إن أسلوبك شبه أسلوب كاتب معروف لأن ده هو اللى فعلا صفة معيبة للكاتب حتى لو كان الأسلوب متشابه مع نجيب محفوظ لأن لو عندى الأصل ليه ألجا للنسخ...من الآخر و من غير فلسفة أسلوبك رائع بدون تحفظات ربنا معاك
أسلوب الكاتب هو بصمته المميزة اللى لازم يكون الماركة المميزة للكاتب و إن كان التغيير مطلوب كل فترة لتجديد الدم لكن اللى أختلف معاك انت شخصيا فيه هو الحوار اللى جرى بيننا قبل إن أسلوبك شبه أسلوب كاتب معروف لأن ده هو اللى فعلا صفة معيبة للكاتب حتى لو كان الأسلوب متشابه مع نجيب محفوظ لأن لو عندى الأصل ليه ألجا للنسخ...من الآخر و من غير فلسفة أسلوبك رائع بدون تحفظات ربنا معاك
مها الجبالى
Dear placebo,
Have you ever heard of the term "Meta Drama" or "A Play within a Play" ? If you haven't please look it up because this entry makes extensive use of key elements of meta drama. An excellent way indeed to put yourself back on track :))
Well done
ماشاء الله
بجد اسلوبك حلو قووووووووى
هوه انا مشوفتش كل المدونة بس ماشاء الله حلوة
و اسلوب حضرتك ف يالكتابة جميل
والقصتين اللي قريتهم الاولي و التانية بتاعت مها و الضفاديع حلوين ماشاء الله
يلا اتمني لحضرتك مزيد من التقدم و سلامون عليكم
Post a Comment