انتهيت من تحضير العشاء وتناولت بضعة اقراص من الادوية - تلك التى لابد ان تؤخذ قبل الطعام-وقبل ان ابدأ فى تناوله رن جرس الهاتف .. تضايقت فأنا جائع ولم تسنح لى الفرصة لاتناول حتى وجبة الغداء .. التقطت السماعة واجبت .. استغرقت المكالمة حوالى مايقارب الساعة حتى انتهت .. وضعت السماعة جانبا فى ضيق فالمكالمة لم تنتهى على النحو الذى اردته وفى الغد على ان اكتسب عدو جديد
بدأت ثانية فى الاكل لاكتشف ان عشائى قد برد .. تركت الطعام جانبا وقد فقدت شهيتى فذهبت لانام .. تقلبت فى الفراش لنصف ساعة او اكثر محاولا النوم ثم تذكرت انى عطشان فقمت لاروى عطشى... ذهبت للثلاجة وفتحت بابها لاجد امامى سلالم !!!
.
بدأت ثانية فى الاكل لاكتشف ان عشائى قد برد .. تركت الطعام جانبا وقد فقدت شهيتى فذهبت لانام .. تقلبت فى الفراش لنصف ساعة او اكثر محاولا النوم ثم تذكرت انى عطشان فقمت لاروى عطشى... ذهبت للثلاجة وفتحت بابها لاجد امامى سلالم !!!
.
.
.
هذا ليس باب الثلاجة الذى فتحته ..,وانما باب الشقة !
وبانعدام حيلة غريب وفى ثوانى معدودة وجدت نفسى اعلى سطح البناية واقفا على حافة السور فى الظلام والهواء يلفحنى بشدة.. لذلك تصرفت التصرف الطبيعى الذى يمليه الوضع وقفزت !
.
لم اسقط بالطبع
وجدتنى اطير
ليس بسرعة سوبرمان الابله ولكن بنعومة شديدة وكأننى انزلق .. واول ما امتلكت ادوات الطيران توجهت لشاطىء البحر باسطا ذراعاى رغم عدم حاجتى لذلك ..حلقت فوق الامواج وافزعت بعض النوارس ثم هبطت اسفل مياه البحر وغصت ...لم اشعر بمقاومة ولكن ازدادت البرودة ولم استطع ان ارى شيئا سوى الظلام ... مللت فخرجت ومن ان قفزت لاعلى حتى حلقت مرة اخرى
درت فى حلقات حول بعض مراكب الصيد فلم يلمحنى احد من الصيادين .. او ربما لمحنى بعضهم ولم يهتم ... فاقتربت منهم اكثر بفضول لاكتشف اننى خفى ايضا ولا يستطيع احد رؤيتى.... انها لمعجزة .. ضحكت كما الرعد وطرت باتجاه اليابسة
اول ما ذهبت ذهبت لبيت فتاتى الاولى وانسللت من النافذة .. وجدتها تتشاجر مع زوجها فشعرت بسعادة خفية
حتى تنبهت لبكاء طفلها الرضيع فتضايقت وخرجت من الشرفة .
وجدتى اطير باتجاه المقابر ..مساحة كبيرة سوداء وسط المبانى .. حلقت فوقها قليلا ثم هبطت ...
سكون وهدوء مميت فعلا !!!
بقيت واقفا لثوان لعلى "اتعظ" كما يقولون ولكنى شعرت بالملل ثم بالابتذال فانصرفت .
طرت باتجاه محطة الرمل ثم قرصنى الجوع فتذكرت اننى لم اتناول عشائى او غدائى .. لم اتناول اى طعام اليوم .. فذهبت لمطعم محمد احمد بشارع شكور ... منامتى كالكفن لا تحتوى على جيوب وليس من عادتى ان احمل نقودا عند ذهابى للنوم لذلك سرقت 4 ساندويتشات فول بالحمص وكيس مخلل كبير !
طرت حتى وصلت لسطح سينما امير وجلست لاتناول طعامى ولكن طعم الساندويتشات كان ماسخا وسيئا فطوحتهم ليسقطوا على ضابط مرور غتت معتد بنفسه لدرجة الاصابة بالامساك
عندها لمحت تلك الجميلة تتأبط ذراع زوجها بينما حارس النادى السورى يفسح لهما الطريق ليصعدوا لاعلى .. ذهبت فى اثرهم
كانت الزوجة غاية فى الجمال والرقة والنحافة - وانا اعشق النحافة- .. على ان ما لفت نظرى بشدة هو كعبى قدميها !!
وبانعدام حيلة غريب وفى ثوانى معدودة وجدت نفسى اعلى سطح البناية واقفا على حافة السور فى الظلام والهواء يلفحنى بشدة.. لذلك تصرفت التصرف الطبيعى الذى يمليه الوضع وقفزت !
.
لم اسقط بالطبع
وجدتنى اطير
ليس بسرعة سوبرمان الابله ولكن بنعومة شديدة وكأننى انزلق .. واول ما امتلكت ادوات الطيران توجهت لشاطىء البحر باسطا ذراعاى رغم عدم حاجتى لذلك ..حلقت فوق الامواج وافزعت بعض النوارس ثم هبطت اسفل مياه البحر وغصت ...لم اشعر بمقاومة ولكن ازدادت البرودة ولم استطع ان ارى شيئا سوى الظلام ... مللت فخرجت ومن ان قفزت لاعلى حتى حلقت مرة اخرى
درت فى حلقات حول بعض مراكب الصيد فلم يلمحنى احد من الصيادين .. او ربما لمحنى بعضهم ولم يهتم ... فاقتربت منهم اكثر بفضول لاكتشف اننى خفى ايضا ولا يستطيع احد رؤيتى.... انها لمعجزة .. ضحكت كما الرعد وطرت باتجاه اليابسة
اول ما ذهبت ذهبت لبيت فتاتى الاولى وانسللت من النافذة .. وجدتها تتشاجر مع زوجها فشعرت بسعادة خفية
حتى تنبهت لبكاء طفلها الرضيع فتضايقت وخرجت من الشرفة .
وجدتى اطير باتجاه المقابر ..مساحة كبيرة سوداء وسط المبانى .. حلقت فوقها قليلا ثم هبطت ...
سكون وهدوء مميت فعلا !!!
بقيت واقفا لثوان لعلى "اتعظ" كما يقولون ولكنى شعرت بالملل ثم بالابتذال فانصرفت .
طرت باتجاه محطة الرمل ثم قرصنى الجوع فتذكرت اننى لم اتناول عشائى او غدائى .. لم اتناول اى طعام اليوم .. فذهبت لمطعم محمد احمد بشارع شكور ... منامتى كالكفن لا تحتوى على جيوب وليس من عادتى ان احمل نقودا عند ذهابى للنوم لذلك سرقت 4 ساندويتشات فول بالحمص وكيس مخلل كبير !
طرت حتى وصلت لسطح سينما امير وجلست لاتناول طعامى ولكن طعم الساندويتشات كان ماسخا وسيئا فطوحتهم ليسقطوا على ضابط مرور غتت معتد بنفسه لدرجة الاصابة بالامساك
عندها لمحت تلك الجميلة تتأبط ذراع زوجها بينما حارس النادى السورى يفسح لهما الطريق ليصعدوا لاعلى .. ذهبت فى اثرهم
كانت الزوجة غاية فى الجمال والرقة والنحافة - وانا اعشق النحافة- .. على ان ما لفت نظرى بشدة هو كعبى قدميها !!
لم ار بشرة ارق من هذه .. ساق مرمرية تنتهى بكعب دقيق شفاف اللون لذلك هو احمر بلون الدم.. من اين يأتين بكل هذا الجمال والرقة؟
اقتربت منهما اكثر فسمعتها تخاطب زوجها قائلة
- لو شفتك بتكلم "شيرين" تانى ها^$%!&* امك وافرج عليك الروتارى كله !
شعرت بصدمة شديدة اولا لتتبعها خيبة امل ثانيا .. لذلك ركلتها فى مؤخرتها الجميلة وانصرفت
طرت مرة اخرى متجها ناحية البحر حتى لمحت هؤلاء الاربعة الضخام وكانوا يطيرون بدورهم وما ان لمحونى حتى اتجهوا نحوى وسألنى اولهم قائلا
- متعرفش فين شارع طلعت حرب يا كابتن؟
اصابنى البلم فصمتّ حتى كرر ثانيهم نفس السؤال وزاد عليه
- شارع طلعت حرب بتاع البنووك .. عارفه ؟
ثم افاض ثالثهم فى الحديث و شرح لى انهم حديثو العهد بالطيران وقد اختلطت عليهم الامور عندما رأوها بمنظور عين الطائر ففقدوا حاسة الاتجاه واحتاجوا الى العون .
اشرت اليه بما اعتقدت انه شارع طلعت حرب بتاع البنوووك فشكرنى رابعهم قائلا
- متشكرين منك اوى يا حاج .. ولو حد سألك انت مشفتناش
وابتعد الاربعة طائرين يتخبطون بملابسهم الغريبة المخططة.
لا اعرف لما شعرت بحزن بالغ عندما عرفت اننى لست الوحيد الذى يستطيع الطيران والاختفاء عن اعين الناس .. وان هناك آخرين .
لمحت تمثال سعد زغلول قائما بميدانه يتطلع الى البحر فى صبر .. اتجهت اليه وجلست على كتفه بصعوبة ... تنهدت ثم وضعت يدى على طربوشه قائلا " تصدق كلامك طلع صح .. فعلا مفيش فايدة"
ثم انزلقت من على كتفه - ربما بفعل مخلفات الطيور التى تغطي التمثال - وقبل ان اتمالك نفسى اواستطيع التحليق كنت سقطت وارتطمت بالارض فى شدة وآذيت رأسى ففقدت الوعى للحظات
فتحت عينى لاجدنى ممدا على الارض وامامى باب الثلاجة مفتوحا ليضىء المكان تلك الاضاءة الخافتة الباردة
ما كان لى ان اتناول الدواء على معدة فارغة وبدون طعام يليه كما ذكرت نشرة الدواء فهذا شىء خطير قد يؤدى لهبوط اوغيبوبة لا قومة منها .
نهضت من رقدتى ببطء شديد عالما اننى سوف اعيد تلك التجربة مرة اخرى لاستكمل رحلة الطيران وساعرف عندها النهاية
اقتربت منهما اكثر فسمعتها تخاطب زوجها قائلة
- لو شفتك بتكلم "شيرين" تانى ها^$%!&* امك وافرج عليك الروتارى كله !
شعرت بصدمة شديدة اولا لتتبعها خيبة امل ثانيا .. لذلك ركلتها فى مؤخرتها الجميلة وانصرفت
طرت مرة اخرى متجها ناحية البحر حتى لمحت هؤلاء الاربعة الضخام وكانوا يطيرون بدورهم وما ان لمحونى حتى اتجهوا نحوى وسألنى اولهم قائلا
- متعرفش فين شارع طلعت حرب يا كابتن؟
اصابنى البلم فصمتّ حتى كرر ثانيهم نفس السؤال وزاد عليه
- شارع طلعت حرب بتاع البنووك .. عارفه ؟
ثم افاض ثالثهم فى الحديث و شرح لى انهم حديثو العهد بالطيران وقد اختلطت عليهم الامور عندما رأوها بمنظور عين الطائر ففقدوا حاسة الاتجاه واحتاجوا الى العون .
اشرت اليه بما اعتقدت انه شارع طلعت حرب بتاع البنوووك فشكرنى رابعهم قائلا
- متشكرين منك اوى يا حاج .. ولو حد سألك انت مشفتناش
وابتعد الاربعة طائرين يتخبطون بملابسهم الغريبة المخططة.
لا اعرف لما شعرت بحزن بالغ عندما عرفت اننى لست الوحيد الذى يستطيع الطيران والاختفاء عن اعين الناس .. وان هناك آخرين .
لمحت تمثال سعد زغلول قائما بميدانه يتطلع الى البحر فى صبر .. اتجهت اليه وجلست على كتفه بصعوبة ... تنهدت ثم وضعت يدى على طربوشه قائلا " تصدق كلامك طلع صح .. فعلا مفيش فايدة"
ثم انزلقت من على كتفه - ربما بفعل مخلفات الطيور التى تغطي التمثال - وقبل ان اتمالك نفسى اواستطيع التحليق كنت سقطت وارتطمت بالارض فى شدة وآذيت رأسى ففقدت الوعى للحظات
فتحت عينى لاجدنى ممدا على الارض وامامى باب الثلاجة مفتوحا ليضىء المكان تلك الاضاءة الخافتة الباردة
ما كان لى ان اتناول الدواء على معدة فارغة وبدون طعام يليه كما ذكرت نشرة الدواء فهذا شىء خطير قد يؤدى لهبوط اوغيبوبة لا قومة منها .
نهضت من رقدتى ببطء شديد عالما اننى سوف اعيد تلك التجربة مرة اخرى لاستكمل رحلة الطيران وساعرف عندها النهاية